تعيش البشرية في عصر التغيرات السريعة، وليس بالإمكان اللحاق بالإبتكارات الحاصلة في مختلف القطاعات العلمية والتقنية. إن الآفاق المستقبلية لا تسمح لنا بمتابعة أشياء مدهشة تغير العالم. ومع ذلك فإن المستقبل موجود الآن.
1 – فك شفرة الحمض النووي
الكثيرون سمعوا عن فك شفرة الحمض النووي، ولكن لا يعلم الجميع أن هذه العملية أصبحت سريعة ورخيصة حاليا. وحسب رأي الخبراء يتم هذا بموجب قانون مور:
تزداد سرعة فك شفرة الجينوم بأكثر من الضعف سنويا. نشرت النتائج الرئيسية لفك شفرة جينوم الإنسان عام 2003 بعد عمل استمر أكثر من 13 سنة وكلف 3.8 مليار دولار. تسمح التكنولوجيا الحالية التي تستخدمها شركة Life Technologies بفك جينوم أي شخص بسرعة ومقابل 1000 دولار فقط. ويحتمل أن يضمن الأطباء قريبا علاج أي مريض على أساس المعلومات الوراثية الخاصة به.
2 – النقود الرقمية (الإفتراضية)
إن استخدام النقود الرقمية التي تسمح بتنفيذ العمليات المالية خارج النظام المصرفي، بسرعة وأماينة وبأسماء مستعارة، بدأ ينتشر بسرعة في مختلف أنحاء العالم.
ورغم أن النقاش حول مدى خطورة تنفيذ عمليات مالية بالعملة الإفتراضية "بيتكون" سوف يبقى مستمرا، إلا أنها ثبتت في المعاملات المالية المصرفية وبدأ تأثيرها يتوسع في هذا المجال.
3 – تخزين الذاكرة "memristor"
تنبأ البروفيسور بيركلي ليون تشوا من جامعة كاليفورنيا عام 1971 بحدوث ثورة في عالم الإلكترونيات الدقيقة، وها هي الحياة تبين صحة تنبؤاته. افترض البروفيسور حينها أنه سيضاف إلى العناصر الرئيسية للدوائر الإلكترونية المتناهية في الصغر، عنصر رابع "memristor ".
وخلال فترة طويلة اعتقد أن هذا العنصر ليس إلا عنصرا نظريا فقط، وعمليا لا يمكن خلقه. ولكن من المحتمل جدا أن تعرض Hynix وHewlett-Packard في نهاية السنة الجارية في الأسواق شرائح لتخزين الذاكرة، تتفوق على ذاكرة الوصول العشوائي - RAM وذاكرة التخزين "فلاش" وسوف تحل محلهما.
4 – عجائب تقنية الروبوتات
شاهدنا روبوتات تتمكن من استنساخ ذاتها، وروبوتات أحادية وأخرى تصنع روبوتات جديدة. إن بإمكان الروبوتات الحالية الطيران والزحف كالأفاعي والقفز إلى سطح المبنى والقيام بدور حيوانات الحمل والجري أسرع من الإنسان.
كما أن لديها شبكة إنترنت خاصة بها. وهناك روبوتات رسم وإنقاذ ورواد فضاء... ألا يكفي هذا لنقول أن المستقبل قد بدأ ؟
5 – وقود من الفضلات
بدأت جبال الفضلات تختفي شيئا فشيئا، فقد أنشأت مصانع مختلفة لتحويل هذه الفضلات إلى وقود بيولوجي (غاز الميثان، والميتانول والإيثانول أو وقود اصطناعي) يستخدم حاليا.
فمثلا سوف ينجز بناء مصنع معالجة الفضلات بمدينة إدموند الكندية لتحويل أكثر من 100000 طن من الفضلات إلى 38 مليون لتر وقود بيولوجي. حاليا تحول حوالي 60 بالمائة من الفضلات في هذه المدينة إلى مواد تستخدم ثانية. في السويد تولد 20 بالمائة من الطاقة من حرق الفضلات وتستخدم في تدفئة المباني السكنية، كما أن السويد تقدم المساعدات للدول الأوروبية في هذا المجال.
6 – العلاج الجيني
عند الحديث عن الثورة في البيولوجيا فإننا نتذكر بالدرجة الأولى الخلايا الجذعية وإنماء أعضاء إصطناعية والأدوية الجديدة. ولكن في يومنا هذا توجد آليات تسمح للأطباء بالتدخل في الحمض النووي وتغير الجينات "السيئة" بأخرى "جيدة".
إن طرق العلاج الجيني تستخدم للوقاوية والعلاج من أمراض مختلفة، ويمكن أن تستخدم مستقبلا لتغيير طبيعة الإنسان، وتحسين الذاكرة والذكاء وإطالة الحياة. وتجري حاليا اختبارات في هذا المجال على الفئران وحيوانات أخرى.
7 - إستخدام الحمض النووي الريبي
منحت جائزة نوبل للعلوم لمكتشفي عملية كبح التغيير الجيني خلال إعادة كتابة المعلومات الوراثية من الحمض النووي إلى الحمض النووي الريبي،
يسمح هذا الإكتشاف بـ "تعطيل" جينات معينة من أجل القيام باختبارات معينة (لمعرفة وظيفتها مثلا) ولعلاج أمراض مختلفة أو من أجل خلق أنواع جديدة (خلق نبات يحتوي على نسبة منخفضة من المواد المسببة للحساسية).
8 – الإلكترونيات البيولوجية
إن الإنطباع الثابت عن "سايبورغ" على أساس أن نصفه إنسان والنصف الآخر ماكنة، يمكن أن يكون غير صحيح تماما، عندما تأخذ هذه الظاهرة بالإنتشار.
فبدلا من الإلكترونيات التقليدية سيكون من الممكن إستخدام الكترونيات "عضوية" (مثل "الرقائق الأيونية" السويدية). وسوف تحاكي المكونات الإلكترونية المكونات البيولوجية (الجلد الإصطناعي مثلا).
9 – الطاقة الشمسية المركزة
إن استخدام العدسات والمرايا لتركيز الطاقة الشمسية على مساحة صغيرة، يسمح ليس فقط ببناء محطات شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة غيغاواط، بل وأيضا استخدامها كمحطات تحلية المياه.
إن الإستخدام الواسع لتكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة ومشاريع الطاقة التنافسية في أكثر من 2500 محطة توليد الطاقة الكهربائية في مختلف أنحاء العالم تقلص حاجة البشرية إلى الطاقة الكهربائية والمياه العذبة.
المصدر: RT
0 تعليقات